تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١١٣
* (نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (2) إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا (4)).
وقيل: إن الله تعالى خلق الطبائع التي في الإنسان في النطفة من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، فهي الأمشاج، ثم عدلها ثم بنى البنية الحيوانية على هذه الطبائع المعدلة، ثم نفح فيها الروح، ثم شق لها السمع والبصر، فسبحان من خلق هذا الخلق من نطفة مهينة أو علقة نجسة.
وقيل: أمشاج أي: أطوار، فالنطفة طور، والعلقة طور، والمضغة طور، وكذلك ما بعدها.
وقيل: أمشاج أي: ألوان.
وفي الخبر: ' أن ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثتت، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت '.
وقوله: * (نبتليه) أي: نختبره ونمتحنه.
وقيل: في الآية تقديم وتأخير، ومعناها: فجعلناه سمعيا [بصيرا] نبتليه ونختبره.
قوله تعالى: * (إنا هديناه السبيل) أي: الخير والشر، وهو مثل قوله تعالى: * (وهديناه النجدين).
وقيل بينا له طريق الإيمان والكفر.
وقوله تعالى: * (إما شاكرا وإما كفورا) عند البصريين أن ' إما ' بمعنى ' أو ' وعند الكوفيين أن معناه: إما كان شاكرا وإما كان كفورا.
وقيل: إما شقيا، وإما سعيدا.
قوله: * (إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا) وقرئ: ' سلاسل '، والأصل سلاسل لا تنصرف، وأما صرفه على (قراءة) من قرأ ' سلاسلا وأغلالا
(١١٣)
مفاتيح البحث: الايمان والكفر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»