تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١١٤
* (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (5)). وسعيرا ' على موافقة قوله: * (أغلالا) وذلك جائز على مذهب العرب.
والأغلال جمع غل.
وروى جبير بن نفير عن أبي الدرداء أنه قال: ارفعوا أيديكم إلى الله قبل أن تغل بالأغلال.
وقوله: * (سعيرا) أي: نارا موقدة.
وفي بعض الأخبار برواية عطية، عن أبي سعيد الخدري: أن الله تعالى يبعث سحابة فتقف على رؤوس أهل النار، ويقال لهم: ما تريدون: فيقولون: الشراب، فيمطرهم الله منها السلاسل والأغلال والحميم.
قال الحسن: إن الله لا يغل الكفار عجزا عن حفظهم، ولكن حتى إذا خبت النار عنهم أرسبتهم [أغلالهم] في أسفل النار.
قوله تعالى: * (إن الأبرار يشربون) الأبرار: هم المطيعون.
وقيل: هم الذين بروا الآباء والأبناء.
وعن الحسن: هم الذين لا يؤذون الذر.
وفي بعض الأخبار: ' ما من ولد ينظر إلى والده نظر بر وعطف إلا كتب الله له به حجة، فقيل: يا رسول الله، وإن نظر في اليوم مائة مرة! قال: الله أكبر وأطيب '.
وقوله: * (من كأس) قال الزجاج: العرب لا تذكر الكأس إلا إذا كانت فيها الخمر.
قال الشاعر:
(صرفت الكأس عنا أم عمرو * وكان الكأس مجراها اليمينا)
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»