تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٢٤
* (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما (30) يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما (31)).
وقيل: هو بمعنى الأمر.
وقوله: * (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) رد مشيئتهم إلى مشيئته، والمعنى: لا يريدون إلا بإرادة الله، وهو موافق لعقائد أهل السنة، أنه لا يفعل أحد شيئا ولا يختاره ولا يشاؤه إلا بمشيئة الله.
وفي بعض الأخبار: أن رجلا كان يقول: إلا ما شاء الله وشاء محمد؛ فسمع النبي - عليه السلام - ذلك فقال: ' أمثلان؟ ثم قال: قل إلا ما شاء الله ثم شاء محمد '.
وقوله: * (إن الله كان عليما حكيما) قد بينا.
قوله تعالى: * (يدخل من يشاء في رحمته) أي: في جنته، وقيل: في الإسلام.
والأول أفضل في هذا الموضع، لأن الله تعالى قال عقيبه: * (والظالمين أعد لهم عذابا أليما) أي: النار، ونصب الظالمين؛ لأن تقديره: وأعد للظالمين عذابا أليما.
وأورد أبو الحسين بن فارس في تفسيره في آخر السورة برواية جابر الجعفي عن قيس مولى علي أن الحسن والحسين مرضا مرضا شديدا، فنذر علي صيام ثلاثة أيام، ونذرت فاطمة كذلك، ونذر الحسن والحسين كذلك، فلما شفاهما الله تعالى ابتدءوا جميعا الصوم، فلما كان في اليوم الأول خبزت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير، وقدموها عند إفطارهم ليفطروا، فجاء مسكين، وقال: يا أهل بيت رسول الله، مسكين على الباب أطعموا مما أطعمكم الله.
فأعطوه الأقراص وطووا، ثم (إنه) لما كان في اليوم الثاني اتخذت فاطمة - رضي الله عنها - مثل ما اتخذت في اليوم الأول، وقدموه عند المساء لقطروا، فجاء يتيم ودعا كما ذكرنا، فأعطوه وطووا، ثم لما كان في اليوم الثالث اتخذت فاطمة ما بينا وقدموه [في] المساء ليفطروا فجاء أسير وقال: يا
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»