تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١١٦
* (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا (9)). وما أشبه ذلك.
وأما شره في الأرض فبقلع جبالها، وطم أنهارها، وإخراب نباتها، وكسر بعضها على بعض، وما شبه ذلك من تبديل الأرض وإهلاك الخلق وغيره.
وقوله: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) أي: على حب الطعام وشهوتهم إياه وحاجتهم إليه.
وقوله: * (مسكينا) هو المحتاج (ويتيما) هو الذي لا أب له * (وأسيرا) قال سعيد بن جبير: هو المحبوس المسجون.
وعن مجاهد وقتادة وجماعة: هو الأسير من المشركين.
وعن أبي (سليمان) الداراني: على حب الله.
واختلف القول فيمن نزلت هذه الآية، فأصح الأقاويل: أن الآية على العموم.
والقول الثاني: أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين، رواه عمر بن عبيد، عن الحسن البصري، وحكى عن ابن عباس ذلك في بعض الروايات.
وفي القصة: أن عليا وفاطمة أصبحا صائمين، فهيأت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير لتأكل قرصا بنفسها، ويأكل علي قرصا، وللحسن والحسين قرص؛ فلما كان المساء جاء مسكين فأعطوه أحد الأقراص، ثم جاء يتيم فأعطوه القرص الثاني، ثم جاء أسير فأعطوه القرص الثالث وطووا.
وفي رواية: أن عليا كان أجر نفسه من يهودي يستقي له بشيء من شعير، وحمل ذلك الشعير إلى فاطمة، وأخذت منه الأقراص الثلاثة.
وفي بعض الروايات؟ أن ذلك كان في ثلاث ليال.
والله أعلم.
وفي هذه القصة خبط كثير تركنا ذكره.
وقيل: إن الآية نزلت في أبي الدرداء.
قوله تعالى: * (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا) أي: جزاء بالفعل، ولا ثناء بالقول.
وفي التفسير: أنهم لم يقولوا هذا القول، ولكنه كان في
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»