تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٣٣
* (ولمن خاف مقام ربه جنتان (46) فبأي ألاء ربكما تكذبان (47)) * * وقوله: * (خاف مقام ربه) أي: قيامه بين يدي ربه للسؤال والحساب، ويقال: هو من قدر على الذنب فذكر ربه فخاف منه وتركه. وعن عطية بن قيس: ' أن الآية وردت في الرجل الذي أوصى بنيه، وقال: إذا مت فأحرقوني واسحقوني وذروني في الريح، لعلي أضل الله، ففعلوا، فأحياه الله تعالى وقال: لم فعلت ذلك؟ قال: مخافتك، فغفر الله له '. وهذا خبر صحيح.
وعن الزبير أن الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهذا محكي عن عطاء بن أبي رباح. قال الضحاك: شرب أبو بكر رضي الله عنه لبنا، ثم سأل عنه، وكان من غير وجهه، فاستقاه، فأنزل الله هذه الآية.
وقوله: * (جنتان) أي: بستان. ويقال: بستان لمسكنه، وبستان لخدمه وحشمه. ويقال: مسكن له، وبستان له. وعن بعضهم معناه: جنة عدن، وجنة النعيم، وهذا قول حسن. وقال مجاهد في قوله: * (خاف مقام ربه) أي: هم بالمعصية فتركها خوفا من الله تعالى.
وقال الفراء: الجنتان هاهنا بمعنى الجنة الواحدة، وقد ورد هذا في الشعر.
قال الشاعر:
(ومهمهمين فرقدين مرتين * وأراد به الواحدة. وقد أنكر عليه ذلك. وقيل: هذا ترك الظاهر، وإنما الجنتان بستانان. وفي الخبر المشهور أن النبي قال: ' جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ' رواه أبو موسى.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»