* (ربكما تكذبان (30) سنفرغ لكم أيها الثقلان (31) فبأي آلاء ربكما تكذبان (32) يا) * * ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين '.
وعن بعضهم: يعطي سائلا، ويجيب داعيا، ويفك عانيا. وعن بعضهم: يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويخلق ويرزق. وعن بعضهم: يعتق رقابا، ويعطي رغابا، ويفحم خطابا.
قوله تعالى: * (سنفرغ لكم أيها الثقلان) أي: الجن والإنس.
والثقل في كلام العرب: كل ما يتنافس فيه، ويسمون بيض النعامة ثقلا؛ لأنه يتنافس فيها. وفي الخبر أن النبي قال: ' تركت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي '. وهو إخبار عن عظم قدرهما. فإن قيل: قد قال: * (سنفرغ) والفراغ لا يكون إلا عن شغل، ولا يجوز الشغل على الله تعالى، فكيف معناه؟
والجواب: أن هذا على طريق التهديد والوعيد، كالإنسان يقول لغيره: سأفرغ لك، وإنه لم يكن في الحال في شغل. وقال الزجاج: والفراغ يكون على وجهين: أحدهما: الفراغ من الشغل. والآخر: بمعنى القصد، كالرجل يقول لغيره: قد تفرغت لأذاى ومكروهي أي أخذت في كروهى وأذاى ويقول الرجل لغيره اصبر حتى أتفرغ