تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٦٩
* (إن عذاب ربك لواقع (7) ما له من دافع (8) يوم تمور السماء مورا (9) وتسير الجبال سيرا (10) فويل يومئذ للمكذبين (11) الذين هم في خوض يلعبون (12) * * قوله تعالى: * (إن عذاب ربك لواقع) على هذا وقع القسم، وإلى هذا الموضع كان قسما على التقدير الذي قلناه في السورة المتقدمة.
وقوله: * (واقع) أي: كائن.
وقوله: * (ما له من دافع) أي: ماله دافع من الكفار. وعن جبير بن مطعم: ' أنه أتى المدينة ليفدي بعض أسارى بدر، فسمع النبي يقرأ في الصلاة سورة الطور، فلما سمع قوله: * (إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع) غشية وجل وخوف، وكان ذلك سبب إسلامه '.
قوله: * (يوم تمور السماء مورا) أي: تدور، ويقال: تجيء وتذهب والمراد سيرها ويقال تكفأ بأهلها.
وقوله * (وتسير الجبال سيرا) أي تجىء وتذهب على وجه الأرض، ويقال: سيرها سير السحاب بين السماء والأرض على ما قال تعالى: * (وهي تمر مر السحاب).
وقوله: * (فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون) أي: في باطل لاهون، ويقال: يخوضون في أمر النبي بالتكذيب، ويلعبون بما هو [الجد]. وعن بعضهم: أنه رؤي في المنام، فقيل له: كيف الأمر؟ فقال: الأمر جد فإياك أن تخلطه بالهزل. وقيل: إن الله تعالى جعل كل ما فيه الكفار لعبا.
قوله تعالى: * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) أي: يدفعون في نار جهنم.
وقوله: * (دعا) أي: دفعا. والدع في اللغة: هو الدفع بشدة وعنف.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»