تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٦٥
* (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (58) فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون (59) فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون (60)) * * قلت في الأول رزق العباد فمعنى هذا إطعامهم أنفسهم، وإنما قال: * (يطعمون) لأن الخلق عباد الله، فإذا أطعمهم (فكأنه) أطعم الله على المجاز.
وقد ثبت عن النبي أنه قال حاكيا عن الله تعالى فيما يقول لعبده يوم القيامة: ' استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا رب، وكيف أطعمك، وأنت رب العالمين؟ فيقول: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ولو أطعمته لوجدته عندي... الخبر إلى آخره '.
قوله تعالى: * (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، الرزاق بمعنى الرازق، ويقال: يقتضي مبالغة وتكثيرا.
وقوله: * (ذو القوة المتين) أي: القوة البالغة.
قوله تعالى: * (فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم) أي: نصيب من العذاب مثل نصيب أصحابهم، أي: أمثالهم من المشركين الذين تقدموا، فجعلهم أصحابهم لما اجتمعوا في الكفر، وإن تفرقت بهم القرون. والذنوب في اللغة: هو الدلو لعظيم، ومنه أخذ النصيب.
وقوله: * (فلا يستعجلون) أي: العذاب نازل بهم فلا ينبغي أن يستعجلوا، وقد تقدم ذكر استعجالهم فيما سبق.
قوله تعالى: * (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) قد بينا معنى الويل. وقوله: * (من يومهم الذي الذي يوعدون) هو يوم القيامة، وهو اليوم الموعود المنتظر لجزاء العباد، ونسأل الله حسن العاقبة بفضله ومنه (آمين).
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»