تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٧٣
(* (بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) * وفي بعض الأخبار: ' أن أولاد المشركين يكونون خدم أهل الجنة '. وقد ثبت برواية عائشة رضي الله عنها: أنه مات صبي من الأنصار، فقالت عائشة: طوبى له عصفور من عصافير الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: ' يا عائشة أو غير ذلك؟ إن الله تعالى خلق النار وخلق لها أهلا، وخلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق الجنة وخلق لها أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم '. قال الشيخ الإمام رضي الله عنه: أخبرنا بذلك أبو علي الشافعي رحمه الله بمكة، أخبرنا أبو الحسن بن فراس أخبرنا أبو محمد المقرئ أخبرنا جدي عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، عن النبي... والخبر في صحيح مسلم.
وقد قال أهل العلم: إن الأصح في ذرارى المؤمنين أنهم في الجنة، ويحتمل أن النبي إنما قال ذلك على ما كان عرفه في الأصل، ثم إن الله تعالى أخبره أن ذرارى المسلمين في الجنة بهذه الآية وغيرها، وأنما ذرارى الكفار: فالأصح أن الأمر فيهم على التوقف على ما روى عن النبي ' أنه سئل عن أطفال المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين '.
وقوله: * (بإيمان) أي: بإيمانهم، إما بإيمانهم بأنفسهم، أو بثبوت الإيمان لهم
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»