* (ما كنتم تعملون (16) إن المتقين في جنات ونعيم (17) فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم (18) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون (19)) * * وقوله: * (فاكهين) قال ابن عرفة وهو نفطويه النحوي فاكهين: ناعمين. ويقال: فاكهين ذوي فاكهة. يقال: فلان لابن أي: ذو لبن: وتامر أي: ذو تمر. وقرئ: * (فكهين) أي: معجبين مسرورين بحالهم.
وقوله: * (بما آتاهم ربهم) أي: أعطاهم ربهم.
وقوله: * (ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) أي: عذاب النار، والجحيم: معظم النار.
قوله تعالى: * (كلوا واشربوا هنيئا) أي: تهنئون هنيئا.
وقوله: * (بما كنتم تعملون) أي: تعملون من الطاعات.
قوله تعالى: * (متكئين على سرر) هو جمع سرير.
وقوله: * (مصفوفة) أي مضموم بعضها إلى بعض. ويقال: مصطفة.
وفي التفسير: أن ارتفاع السرير يكون كذا كذا ميلا، فإذا أراد المؤمن أن يصعده تطامن حتى يرتفع عليه المؤمن، ثم يعود إلى ما كان.
وقوله: * (وزوجناهم) أي: قرناهم، قاله الفراء والزجاج وغيرهما من أهل المعاني. قالوا: وليس المراد منه التزويج المعروف الذي يكون في الدنيا، فإن عقد التزويج من عقود الدنيا ليس من عقود الآخرة.
وقوله: * (بحور عين) الحور: البيض، ومنه الحواري، ومنه الحواريون، لأصحاب عيسى، وهم القصارون الذين يبيضون الثياب. والعرب تسمى نساء الأمصار حواريات لبياضهن.
وقال بعضهم:
(فقال للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح) وقوله: * (عين) أي: حسان العين. ويقال: سميت الواحدة منهن حوراء؛ لشدة