تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٨٨
بسم الله الرحمن الرحيم (* (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته) * * تفسير سورة الفتح وهي مدنية في قولهم جميعا، وعن بعضهم: انها نزلت بين مكة والمدينة عند منصرفه من الحديبية، قاله مسور بن مخرمة ومروان وغيرهما. وروى مالك عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: ' لقد أنزلت البارحة علي سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها، ثم قرأ: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) أخرجه البخاري عن (القعنبي) عن مالك.
وروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: لما انصرفنا من مكة وقد منعنا من نسكنا، وبنا من الحزن والكآبة شيء عظيم، فأنزل الله تعالى هذه السورة، فقال النبي: ' هي أحب إلي من جميع الدنيا '.
قوله تعالى: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) أي: قضينا لك قضاء بينا. ومعنى القضاء هو الحكم بالنصرة على الأعداء، والفتح في اللغة هو انفتاح المنغلق، وقيل: هو الفرح المزيل الهم، ومنه انفتاح المسألة، وهو انكشاف البيان الذي يؤدي إلى البغية، وأما معنى ما وقع عليه اسم الفتح، فالأكثرون من العلماء والمفسرين على أنه صلح الحديبية، فإن قيل: كيف يكون الصلح فتحا؟ وإن كان فتحا للمسلمين فهو فتح للكفار أيضا؛ لأن الصلح يشتمل على الجانبين، والجواب عنه: أنه قد أشكل هذا على عمر، ' فإنه لما أنزل الله تعالى هذه السورة، قال عمر: يا رسول الله، أفتح هو؟
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»