* (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين) قوله تعالى * (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالكم أي: أبطلها، وقد بينا معناه من قبل.
قوله تعالى: * (أم احسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) الأضغان: جمع ضغن، وهو بمعنى: الحقد والغل والغش، ومعنى الآية: أي: أحسب المنافقون والكفار أن لن يظهر ما في قلوبهم لرسوله وللمؤمنين.
قال الشاعر في الضغن:
(قل (لأبي) هند ما أردت بمنطق * ساء الصديق (وسود) الأضغان) أي: الأحقاد.
قوله تعالى: * (ولو نشاء لأريناكهم) أي: لعرفناهم إياك.
وقوله: * (فلعرفتهم بسيماهم) أي: جعلنا لهم في وجوههم سمة تعرفهم بها.
وقوله: * (ولتعرفنهم في لحن القول) أي: في فحوى القول ومقصده ومغزاه. وعن بعضهم: قول الإنسان وفعله دليل على نيته. ويقال: لحن في القول إذا ترك الصواب، واللحن هاهنا: هو قول يفهم المخاطب معناه مع إخفاء القائل المراد فيه، قال الشاعر:
(منطق صائب ويلحن أحيانا * وخير القول ما كان لحا) وفي الخبر المعروف أن النبي قال: ' إنكم لتختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض ' أي: أفطن. وعن بعضهم: عجبت لمن يعرف لحن الكلام كيف يكذب. وفي التفسير: أنه لم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله، وكان