تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٦٨
* (بالهم (2) ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم (3) فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو) * * وقوله: * (كذلك يضرب الله للناس أمثالهم) أي: أمثال سيئات الكفار وحسنات المؤمنين، يقال: ضربت لفلان مثلا أي: ذكرت له نوعا من الكلام لمعنى معلوم.
قوله تعالى: * (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) أي: فاضربوا الرقاب، وضرب الرقاب جزها وقطعها.
وفي التفسير: ' أن قوما من المسلمين كان بعثهم النبي لقتال قوم من الكفار، فأحرقوا بعض الكفار؛ فبلغ النبي فأنكره، وقال: ' إني ما بعثت لأعذب بعذاب الله أحدا '. فأنزل الله تعالى هذه الآية، وعلمهم كيفية القتل.
وقوله: * (حتى إذا أثخنتموهم) الإثخان: بلوغ الغاية في النكاية، ويقال: الاستكثار من القتل.
وقوله: * (فشدوا الوثاق) أي: فأسروهم وشدوهم. وسئل الأوزاعي كيف نشد الأسير؟ قال: بحبل، قيل: هل نشد بالقد؟ قال: ذاك عظيم، وقيل له: نشد المرأة؟ قال: نعم.
وقوله: * (فإما منا بعد وإما فداء) في الآية أقوال: أحدها: أنها محكمة، وهو المعروف. قال مجاهد وغيره: والإمام بالخيار في الأسرى؛ إن شاء قتل، وإن شاء فادى، وإن شاء من، وإن شاء استرق، وحكى هذا عن ابن عباس، والذي ذكرناه قول الشافعي وكثير من الأئمة.
والقول الثاني: أن الآية منسوخة بقوله تعالى: * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قاله قتادة والسدي وغيرهما.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»