* (إلا أساطير الأولين (17) أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (18) ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون (19) ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم) * * من أهل التفسير هذا القول، وروي عن عائشة أنها كانت تنكر أن المراد بالآية أخوها، وكذلك ذكر الزجاج في كتاب المعاني وغيره، واستدلوا على ضعف هذا القول وفساده بأن الله تعالى قال عقيب هذه الآية: * (أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس) أي: وجب عليهم القول بالتعذيب في النار.
وقد قال الله تعالى: * (ما يبدل القول لدى) وعبد الرحمن بن أبي بكر أسلم وحسن إسلامه، وهو من أفاضل المسلمين، فالصحيح أن الآية في غيره، وهو الكافر العاق (بوالديه) الذي مات على الكفر.
وقوله تعالى: * (في أمم) أي: مع أمم.
وقوله: * (قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين) أي: هالكين.
قوله: * (ولكل درجات مما عملوا) أي: لكل المؤمنين درجات مما عملوا.
وفي التفسير: أن الدرجات من الذهب والفضة والياقوت والزبرجد والزمرد واللؤلؤ وغيره من الجواهر، وفي بعض الأخبار: أن الله تعالى يدخل المؤمنين الجنة ويأمرهم أن يقسموها بأعمالهم.
وقوله: (* (ولنوفينهم) أعمالهم وهم لا يظلمون) أي: لا يزاد في إساءة المسئ، ولا ينقص من إحسان المحسن.
وقوله تعالى: * (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) أي: أذهبتم طيباتكم في الآخرة من معاصيكم في الدنيا، ويقال: شغلتكم