تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٦٧
بسم الله الرحمن الرحيم (* (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم (1) والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح) * * تفسير سورة محمد وهي مدنية، وهذه السورة تسمى سورة القتال، وسورة الأنفال تسمى سورة الجهاد، وكان أصحاب رسول الله إذا قاتلوا العجم وغيرهم بعد رسول الله قرءوا هاتين السورتين بين الصفين؛ ليحرضوا المسلمين على القتال.
قوله تعالى: * (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) أي: أحبط أعمالهم. قال المفسرون: نزلت الآية في المطعمين يوم بدر، وهو اثنا عشر نفرا، كان كل واحد منم ينحر كل يوم عشرا من الجزور، هذا هو القول المشهور، و * (أعمالهم) إطعامهم، أحبطها الله تعالى ولم يقبلها منهم. ويقال: إن الآية في جميع أهل مكة من الكفار.
قوله تعالى: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) القول المشهور في الآية: أن المراد بهم الأنصار، وقيل: إنه في جميع من آمن مع النبي.
وقوله: * (وهو الحق من ربهم) أي: آمنوا بما هو الحق من ربهم.
وقوله: * (كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) أي: حالهم، [يقال]: ما بالك وما حالك بمعنى واحد.
قوله تعالى: * (ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل) أي: ذلك الذي فعلناه من إحباط (أعمال) الكفار، وقبول أعمال المؤمنين وتكفير سيئاتهم وإصلاح بالهم، كان بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»