* (وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين (16) وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون (17) * * الدراج فيقول: الرحمن على العرش استوى، قال: فأسلم اليهود.
وقد ثبت عن النبي أنه قال في الحمار: ' إذا نهق فإنه قد رأى شيطانا '.
وقوله: * (وأوتينا من كل شيء) أي: من كل شيء يؤتى الأنبياء والملوك، وقيل: إنه قال هذا على طريق الكثرة والمبالغة، مثل قول القائل: كلمت كل أحد في حاجتك.
وقوله: * (إن هذا لهو الفضل المبين) أي: الزيادة الظاهرة على جميع الخلق.
قوله تعالى: * (وحشر لسليمان جنوده) قال محمد بن كعب القرظي: كان معسكره مائة فرسخ: خمسة وعشرون فرسخا للإنس، وخمسة وعشرون فرسخا للجن، وخمسة وعشرون فرسخا للوحوش، وخمسة وعشرون فرسخا للطيور.
وعن سعيد بن جبير: كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي، يجلس الإنس فيما يليه، ثم يليهن الجن، ثم تظلهم الطير ثم تقلهم الريح. قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو علي الشافعي، أخبرنا أبو الحسن بن فراس، أخبرنا الديبلي، أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن سلام، عن سعيد بن جبير... الأثر.
وقوله: * (فهم يوزعون) أي: يساقون، وقيل: يجمعون، والقول المعروف: يكفون، ومعناه: يكف أولهم حتى يلحق آخرهم، قال الشاعر:
(على حين عاتبت المشيب على الصبا * فقلت ألما أصح والشيب وازع) وعن الحسن البصري قال: لابد للناس من وزعة. قال هذا حين ولى القضاء، وازدحم عليه الناس.
وعن عثمان قال: ما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن. ومعناه: ما يمتنع الناس منه خوفا من السلطان أكثر مما يمتنع الناس منه خوفا من القرآن.