تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٧٣
* (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * * * * كل واد يهيمون أي: على حرف من حروف الهجاء يصوغون القوافي، والهائم هو الذي ترك القصد في الأشياء؛ يقال: هام فلان على وجهه إذا لم يكن له مقصد صحيح يقصده ويذهب إليه.
قوله: * (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) أي: يكذبون في شعرهم، ويقولون: فعلنا كذا وكذا ولم يفعلوا، وفي بعض الآثار: أن أبا محجن الثقفي قال شعرا وأقر فيه بشرب الخمر، فأراد عمر أن يحده، فقال علي - رضي الله عنه - إن كتاب الله يدرأ عنه الحد، وقرأ هذه الآية: * (وأنهم يقولن ما لا يفعلون) فترك عمر حده.
وقوله: * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال أهل التفسير: هؤلاء شعراء المسلمين الذين كانوا يجتنبون شعراء الجاهلية ويهجونهم، ويذبون عن النبي وأصحابه، وينافحون عنهم، وهم مثل: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب ابن مالك، ومن أشبههم.
وروى عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه أنه قال: يا رسول الله، ما تقول في الشعر؟ فقال: ' إن المسلم ليجاهد بيده ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم بالنبال '.
وروى شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب أن النبي قال لحسان بن ثابت: ' أهجم - أو هاجهم - وروح القدس معك '. ذكره البخاري في
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»