* (بشهاب قبس لعلكم تصطلون (7) فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن * * لشيء إلى نفسه، مثل قوله تعالى: * (ولدار الآخرة) ومثل قولهم: يوم الجمعة، وما أشبه ذلك.
وقوله: * (لعلكم تصطلون) فيه دليل على أنهم كانوا شاتين، وإنه أصابه البرد والعرب تقول: هلم إلى الصلى والقرى.
قوله تعالى: * (فلما جاءها نودي أن بورك من في النار) قال أهل التفسير: لم يكن ما رآه نارا، بل كان نورا، وإنما سماه نارا؛ لأن النار لا تخلو من النور؛ ولأنه كان في ظن موسى أنه نار.
وقوله: * (من في النار) فيه أقوال: أكثر المفسرين على أنه نور الرب، وهو قول ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم، وذكر أبو بكر الهذلي عن الحسن البصري أنه الله تعالى، وذكر الفراء أن من في النار هو الملائكة، ومن حولها الملائكة أيضا (على القول الأول، ومن حولها الملائكة أيضا).
وفي الآية قوله رابع: وهو أن من في النار موسى، فإن قيل: لم يكن موسى في النار. قلنا: قد كان قريبا من النار، والعرب تسمي من قرب من الشيء في الشيء يقولون: إذا بلغت ذات عرق فأنت في مكة، قالوا هذا لأجل القرب من مكة، وموسى قد كان قرب من النار فجعله كأنه في النار.
وفي الآية قول خامس: وهو أن ' من ' بمعنى ' ما ' ومعنى الآية: أن بوركت النار وما حولها، وذكر بعضهم، أن في قراءة أبي: ' بوركت النار ومن حولها ' والعرب تقول: بارك الله، وبارك الله عليك، وبورك فيك بمعنى واحد.
وقوله: * (وسبحان الله رب العالمين) نزه الله نفسه، وهو المنزه عن كل سوء