* (يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون (4) أولئك الذين لهم سوء العذاب وهو في الآخرة هم الأخسرون (5) وإنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم (6) إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم * * قوله تعالى: * (أولئك الذين لهم سوء العذاب) أي: أشده.
وقوله: * (وهم في الآخرة هم الأخسرون) أي: حظا ونصيبا.
قوله تعالى: * (وإنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم) أي: تؤتي القرآن، وقيل: تأخذ القرآن، وقيل: تلقن.
وقوله: * (من لدن حكيم عليم) أي: من عنده. قوله تعالى: * (إذا قال موسى لأهله إني آنست نارا) أي: أبصرت نارا، ومنه الإنس سموا إنسا؛ لأنهم مرئيون مبصرون، وفي القصة: أن موسى كان أخطأ الطريق، وذكر بعضهم أن موسى - عليه السلام - كان يرعى أغنامه على شفير الوادي، فرأت الأغنام النار ففزعت، وتفرقت ولم يكن موسى راءها، فصاح بها موسى بالأغنام حتى اجتمعت ثم تفرقت ثانيا، فصاح بها حتى اجتمعت ثم تفرقت ثالثا، فنظر موسى فرأى النار فذهب موسى - عليه السلام - في طلبها.
قوله تعالى: * (سآتيكم منها بخبر) أي: بخبر عن الطريق.
وقوله: * (أو آتيكم بشهاب قبس) قرئ بالتنوين، وقرئ على الإضافة: ' بشهاب قبس ' والشهاب والقبس معناهما متقاربان، فالعود إذا كان في أحد طرفيه نار، وليس في الطرف الآخر نار سمي: شهابا، ويسمى: قبسا، وقال بعضهم: الشهاب هو شيء ذو نور مثل العمود، والعرب تسمي كل أبيض ذي نور: شهابا، والقبس هو القطعة من النار، قال الشاعر: (في كفه صعدة مثقفة * لها) سنان كشعلة القبس) وأما قراءة التنوين فقد جعل القبس نعتا للشهاب، وأما قراءة الإضافة هو إضافة