تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٥٨
(* (109) فاتقوا الله وأطيعون (110) قالوا نؤمن لك واتبعك الأرذلون (111) قال وما علمي بما كانوا يعلمون (112) إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون (113) وما أنا بطارد المؤمنين (114) إن أنا إلا نذير مبين (115) قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين (116) قال رب إن قومي كذبون (117) فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين (118) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون (119) ثم أغرقنا * * للنبي أن يأخذ جعلا على النبوة؛ لأنه يؤدي إلى تنفير الناس عن قبول الإيمان، ويجوز أن يأخذ الهدية؛ لأنه لا يؤدي إلى التنفير.
وقوله: * (فاتقوا الله وأطيعون) أعاده تأكيدا. قوله تعالى: * (قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) في التفسير: أنهم الحاكة، والحجامون، والأساكفة ومن أشبههم، وقيل: إنهم أسافل الناس.
قوله تعالى: * (وما علمي بما كانوا يعملون) قال الزجاج: الصناعات لا تؤثر في الديانات، ومعنى قول نوح أنه لا علم لي بصناعتهم، وإنما أمرت أن أدعوهم إلى الله، فمن أجاب قبلته فهذا معنى قوله: * (إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين).
وقوله: * (إن حسابهم) أي: أعمالهم * (إلا على ربي لو تشعرون) أي: لو تعلمون.
قوله تعالى: * (قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن منم المرجومين) أي: المقتولين بالحجارة، وقال السدي وغيره: من المشتومين.
قوله تعالى: * (قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا).
أي: اقض بيني وبينهم بقضائك. تقول العرب: أحاكمك إلى الفتاح أي: إلى القاضي، قال الشاعر:
(ألا أبلغ بني حكم رسولا * بأني عن فتاحتهم غني)
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»