* (إنكم متبعون (52) فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (53) إن هؤلاء لشرذمة قليلون (54) وإنهم لنا لغائظون (55) وإنا لجميع حاذرون (56) * * * * ألف أصحاب الأعمدة.
وقوله: * (وإنهم لنا لغائظون) يعني: أنهم غاظونا وأغضبونا، وكان غيظه منهم بخروجهم من غير أمره، واستعارتهم الحلي من قومه ومضيهم بها.
وقوله: * (وإنا لجميع حاذرون) وقرئ: ' حذرون ' فالحذر هو المتيقظ، والحاذر المستعد.
قال الشاعر:
(وكتب عليه احذر الموت * وحده فلم يبق حاذر) وقرأ ابن أبي عامر: ' وإنا لجميع حاذرون) بالدال غير المعجمة. ويقال: بعير حادر إذا كان ممتلئا من اللحم، عظيم الجثة، وقيل: * (إنا لجميع حاذرون) أي: مؤدون، ومعنى مؤدون أي: معناه الأداة والسلاح.
قوله تعالى: * (فأخرجناهم من جنات وعيون) في القصة: أن البساتين كانت ممتدة على حافتي النيل من أعلاه إلى آخره، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سيد الأنهار هو النيل، فإذا أجراه الله تعالى أمده من جميع الأنهار، وفجر له ينابيع الأرض، فإذا تم إجراؤه رجع كل ماء إلى عنصره.
وقوله: * (وكنوز) أي: كنوز الأموال، وفي بعض القصص: أنه كان لفرعون ثمانمائة ألف غلام، كل غلام على فرس من عتيق، في عنق كل فرس طوق من ذهب.
وقوله: * (ومقام كريم) أي: منازل حسان، وقد قيل: إن المقام الكريم هو المنابر، وكان بمصر ألف منبر في ذلك الوقت، وقيل: * (ومقام كريم) أي: مجلس الأشراف، وذكر بعضهم: أنه كان إذا قعد على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب يجلس عليها الأشراف، عليهم أقبية الديباج مخوصة بالذهب.
وقوله: * (كذلك وأورثناها بني إسرائيل). وروى أن بني إسرائيل عادوا إلى مصر