* (الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (79) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (80)) * * * قوله تعالى: * (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا) قال أهل التفسير: والمراد منه هو المرح والعفار، وهما خشبتان توري العرب منهما النار كما يوري الناس من الحديد والحجر، وقوله: يوري أي: يقدح، تقول العرب: في كل شجر نار واستمجد المرح والعفار وعن أبي صالح قال: في الأشجار نار سوى شجرة العفار.
وقوله: * (فإذا أنتم منه توقدون) أي: تقدحون وتورون.
وقوله: * (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) على أن ينشئ خلقا مثلهم، وقيل: على أن يعيدهم يوم القيامة؛ فيكونوا خلقا كما كانوا.
وقوله: * (بلى وهو الخلاق العليم) معناه: قل: بلى، وهو خطاب للرسول، وقد بينا [الفرق] بين بلى ونعم فيما سبق، ولا يستقيم في جواب النفي إلا بكلمة بلى، وقيل: إن الله تعالى قال مجيبا لنفسه: بلى وهو الخلاق العليم، والخلاق هو الذي يخلق مرة بعد مرة، والعليم هو (العالم) بخلقه.
قوله تعالى: * (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) قد بينا هذا من قبل، قوله: * (فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء) أي: ملك كل شيء.
وقوله: * (وإليه ترجعون) أي: تردون يوم القيامة.