* (الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (40)) * * والعواء، والسماك، والغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع وسعد السعود، وسعد الأخبية، وفزع الدلو المقدم وفزع الدلو المؤخر، وبطن الحوت.
فهذه ثمانية وعشرون منزلا للقمر ينزل كل ليلة منزلا منها، ويكون أربعة عشر منها أبدا ظاهرة، وأربعة عشر منها غائبة، كلما طلع منزل غاب منزل، ويقال: الذي يغرب رقيب الذي يطلع، واثنا عشر منها تكون في سواد الليل من وقت غروب الشمس إلى وقت طلوع الصبح، واثنان منها من عند طلوع الصبح إلى طلوع الشمس.
قوله تعالى: * (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) أي: لا يدخل الليل على النهار قبل انقضائه، ولا يدخل النهار على الليل قبل انقضائه.
قوله: * (ولا الليل سابق النهار) أي: يتعاقبان بحساب معلوم إلى أن تنقضي الدنيا، ويقول: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، يعني: لا تطلع الشمس بالليل، ولا يطلع القمر بالنهار، ويكون له ضوء، فلا يدخل واحد منهما في سلطان الآخر.
وقيل: لا يذهب واحد منهما بمعنى الآخر، وذكر يحيى بن سلام أن قوله تعالى: * (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) هذا ليلة البدر خاصة؛ فإن الشمس لا تطلع إلا وقد غاب القمر، فلا يجتمعان في رؤية العين، ويقال: لا تدركه أي: لا يجتمع معه في فلك واحد؛ فإنهم قالوا: إن الشمس في السماء الرابعة، والقمر في السماء الدنيا.
وقوله: * (ولا الليل سابق النهار) أي: لا يتصل ليل بليل لا يكون بينهما نهار فاصل.
وقوله: * (وكل في فلك يسبحون) أي: يجرون ويدورون.