تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٩٤
* (طين لازب (11) بل عجبت ويسخرون (12) وإذا ذكروا لا يذكرون (13) وإذا) * * * وفي بعض الآثار المسندة عن شقيق بن سلمة أنه قال: كنت عند شريح؛ فقرأت ' بل عجبت ويسخرون ' فقال شريح: بئس القراءة هكذا، والله تعالى لا يتعجب من شيء، وهو عالم بالأشياء كلها؛ فقال شقيق: قد ذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فقال إبراهيم: إن شريحا رجل معجب بعلمه، وعبد الله بن مسعود أعلم منه.
فأما القراءة بالنصب، فهو خطاب للنبي ومعناه: بل عجبت من وحينا إليك، وقيل: من تكذيبهم إياك مع وضوح الدلائل.
وقوله: * (ويسخرون) أي: يسخرون ويستهزءون بك، وأما القراءة بضم التاء فالتعجب من الله ليس هو مثل التعجب من الآدميين، وقد قال الله تعالى في موضع آخر: * (فيسخرون منهم سخر الله منهم) وقال تعالى: * (الله يستهزئ بهم) فمعنى قوله: * (عجبت) أي: عظم حلمي عن ذنوبهم، والمتعجب هو الذي يرى ما يعظم عنده، وقيل: * (بل عجبت) أي: حل فعلهم محل ما يتعجب منهم.
وقد روي عن النبي أنه قال: ' عجب ربكم من شاب ليس له صبوة)) وروى عن النبي - - أنه قال: ((عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»