تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٤٧
* (منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) * * وعن ابن عباس قال: لم يكن للقوم ستور ولا [حجاب]، وكان الخدم والولائد يدخلون عليهم، فيرون منهم ما لا يحبون أن يرى منهم، فأمر الله تعالى بالاستئذان، ثم إن الله تعالى بسط رزفه، واتخذ الناس ستورا و [حجابا]، فرأوا أن ذلك قد أغنى من الاستئذان، قال الشعبي وسعيد بن جبير: هذه الآية غير منسوخة لكن تهاون الناس. وحكى عطاء عن ابن عباس أنه قال: ثلاث آيات من القرآن لا يعمل الناس بها، وذكر هذه الآية وذكر قوله تعالى: * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فلا يزال الناس يقولون: أنا ابن فلان، وأكرم من فلان، وأحسن من فلان، قال عطاء: ونسيت الثالثة.
وقوله: * (ثلاث عورات لكم) قرئ برفع الثاء ونصبه، فقوله: * (ثلاث) بالرفع، أي: هي ثلاث عورات لكم، وقوله: * (ثلاث عورات لكم) بالنصب بدل من قوله: ' ثلاث مرات ' فيكون نصبا على البدل.
وقوله: * (ليس عليكم ولا عليهم جناح) أي: إثم في ترك الاستئذان فيما سوى هذه الأوقات الثلاثة.
وقوله: * (بعدهن) إشارة إلى هذا المعنى.
وقوله: * (طوافون عليكم بعضكم على بعض) ابتداء أي: هؤلاء الخدم والولائد طوافون عليكم، يطوفون عليكم ليخدموكم، ومن هذا قوله في الهرة: ' إنها من الطوافين عليكم والطوافات '.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»