تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٤٤
* (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا لصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) * * بالصبر على أذى الكفار، فكانوا يصبحون خائفين ويمسون خائفين، ثم إنه هاجر إلى المدينة، وأمروا بالقتال وهم على خوفهم، فكان لا يفارق أحد منهم سلاحه، فقال رجل من المسلمين: أما نأمن يوما من الدهر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية، وذكر بعض أهل التفسير: أن أصحاب رسول الله تمنوا أن يظهروا على مكة، فأنزل الله تعالى هذه الآية: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) قال قتادة: كما استخلف داود وسليمان وغيرهما من الأنبياء الذين ملكوا.
واستدل أهل العلم بهذه الآية على صحة خلافة الخلفاء الراشدين وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي - رضي الله عنهم - ومن المشهور المعروف برواية حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أن النبي قال: ' الخلافة بعدي ثلاثون سنة '.
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو الحسين بن النقور ببغداد، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا ابن بنت منيع عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، عن هدبة [بن] خالد، عن حماد بن سلمة... الخبر. خرجه مسلم في الصحيح.
وقوله: * (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) أي: ليظهرن دينهم على جميع الأديان، قال أهل العلم: يعين: فارس والروم ومن أشبههم، وفي بعض الغرائب من الأخبار: أن النبي قال: ' ما من بيت مدر ولا وبر في الأرض إلا ويدخله الله
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»