تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٣١
* (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية) * * والدراء هو الدفع، والكوكب يدفع الشياطين عن السماء، فإن قيل: لم شبه به في حالة الدفع؟ قلنا: لأنه في تلك الحالة يكون أصفى، والقول الثاني: ' درىء '. أي طالع، يقال: درأ علينا فلان أي: طلع وظهر، وقال الأزهري: وهذا قول حسن، وقرئ: ' درىء ' برفع الدال مهموزا، قرأه حمزة وأبو بكر، وأهل النحو يخطؤنه في هذه القراءة، وقالوا: لا يوجد فعيل في اللغة، والشاذ: ' دري ' بفتح الدال.
وقوله: * (يوقد) أي: الزجاجة، ومعناه: نار الزجاجة، فحذف النار، وقرئ: ' يوقد ' بالياء أي: المصباح، وقرئ: ' توقد ' أي: تتوقد، وفي الشاذ: ' يوقد ' أي: يوقد الله تعالى.
وقوله: * (من شجرة مباركة) أي: من زيت شجرة مباركة، والشجرة المباركة هاهنا هي الزيتون، وفيها من الخير ما ليس في سائر الأشجار، فإنه دهن وإدام وفاكهة تؤكل ويستصبح به، وبفضله يغسل به الثياب وهي شجرة تورق من رأسها إلى أسفلها، واستخراج الدهن منه لا يحتاج إلى عصار كغيره، بل يستخرجه من شاء من غير عسر، وقد روي عن النبي أنه قال: ' ائتدموا بالزيت، وادهنوا منه، فإنه من شجرة مباركة ' رواه معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر الخبر.
وقوله: * (لا شرقية ولا غربية) قال الحسن: ليس هذا من أشجار الدنيا، ولو كانت
(٥٣١)
مفاتيح البحث: زيد بن أسلم (1)، الغسل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»