تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
* (بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور (60) ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير (61) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير (62) ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير (63) له ما في السماوات) * * وقتلهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وإنما سمي الفعل الأول عقوبة، وإن كان في الحقيقة اسم العقوبة يقع على ما يكون جزاء للجناية على ازدواج الكلام؛ لأنه ذكره في مقابلة العقوبة، وهذا كقوله تعالى: * (وجزاء سيئة سيئة مثلها).
وقوله تعالى: * (ثم بغى عليه) البغي هاهنا ما فعله المشركون بالمسلمين من الظلم والإخراج من الديار وأخذ الأموال.
وقوله: * (لينصرنه الله) ظاهر المعنى.
وقوله: * (إن الله لعفو غفور) أي: ذو تجاوز وعفو عن المسلمين.
قوله تعالى: * (ذلك بأن الله يولج الليل في النهار...) الآية. ظاهر المعنى.
وقوله: * (ذلك بأن الله هو الحق) أي: ذو الحق.
وقوله: * (وأن ما يدعون من دونه هو الباطل) يعني: ليس بحق.
وقوله: * (وأن الله هو العلي الكبير) أي: المتعالي المتعظم، ويقال: إن العلي هاهنا ينصرف إلى الدين أي: دينه يعلو الأديان، والكبير صفته تبارك وتعالى، ويقال : الحق اسم من أسماء الله تعالى، ذكره يحيى بن سلام، وأما الباطل فيقال: إنه إبليس، ويقال: إنه الأوثان.
قوله: * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة) أي: ذات خضرة، كما يقال: مسبعة ومبقلة أي: أرض ذات بقل وذات مسبع.
قال عكرمة: الآية نزلت في مكة خاصة، فإن المطر هناك يقع بالليل، وتخضر
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»