تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٥١
* (حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم (55) الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم (56) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين (57) والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين (58) ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم (59) ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم) * * (عقم النساء فلا يلدن شبيهه * إن النساء بمثله لعقيم) قوله تعالى: * (الملك يومئذ لله يحكم بينهم) أي: يقضي بينهم.
وقوله: * (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم) ظاهر المعنى.
وقوله: * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) أي: مذل مخز.
قوله تعالى: * (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) الرزق الحسن هو الذي لا ينقطع أبدا، وذلك رزق الجنة.
وقوله: * (وإن الله لهو خير الرازقين) أي: أفضل الرازقين.
وقوله: * (ليدخلنهم مدخلا يرضونه). وقرئ: ' مدخلا ' بفتح الميم، والمدخل بالرفع من الإدخال، والمدخل بالفتح الموضع.
وقوله: * (وإن الله لعليم حليم) أي: عليم بأعمال العباد، حليم عنهم.
قوله تعالى: * (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به) روي أن قوما من المسلمين لقوا قوما من المشركين في آخر المحرم، وقد بقيت ليلتان منه، فتصد المشركون المسلمين فقال لهم المسلمون: كفوا، فإن هذا شهر حرام، فلم يكفوا؛ فقاتلهم المسلمون على وجه الدفع، وظفروا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ويقال: إن قوما من المشركين قتلوا قوما من المسلمين، فظفر بهم النبي
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»