النبي قرأ سورة ' والنجم ' في صلاته، وعنده المسلمون والمشركون، ويقال: قرأ في الصلاة، فلما بلغ قوله تعالى: * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه: ' تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ' ومر في السورة حتى سجد في آخرها، ففرح المشركون وسروا، وقالوا: قد ذكر آلهتنا بخير، ولا نريد إلا هذا، وسجدوا معه. قال ابن مسعود: ولم يسجد الوليد بن المغيرة، ورفع ترابا إلى جبهته، وقال: سجدت - وكان شيخا كبيرا - قال: فجاء جبريل - عليه السلام - وقال: اقرأ علي سورة ' والنجم ' فقرأ، وألقى الشيطان على لسانه هكذا، فقال: هذا لم آت به، وأخرجه من قراءته، فحزن رسول الله حزنا شديدا، فأنزل الله تعالى هذه الآية عليه: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته).
فإن قال قائل: كيف يجوز هذا على النبي، وقد كان معصوما من الغلط في أصل الدين؟ وقال الله تعالى: * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)، وقال الله تعالى: * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) أي: إبليس؟
والجواب عنه: اختلفوا في الجواب عن هذا، قال بعضهم: إن هذا ألقاه بعض المنافقين في قراءته، وكان المنافق هو القارئ فظن المشركون أن الرسول قرأ، وسمى ذلك المنافق شيطانا؛ لأن كل كافر متمرد بمنزلة الشيطان، وهذا جواب ضعيف.