تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٤٨
النبي قرأ سورة ' والنجم ' في صلاته، وعنده المسلمون والمشركون، ويقال: قرأ في الصلاة، فلما بلغ قوله تعالى: * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه: ' تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ' ومر في السورة حتى سجد في آخرها، ففرح المشركون وسروا، وقالوا: قد ذكر آلهتنا بخير، ولا نريد إلا هذا، وسجدوا معه. قال ابن مسعود: ولم يسجد الوليد بن المغيرة، ورفع ترابا إلى جبهته، وقال: سجدت - وكان شيخا كبيرا - قال: فجاء جبريل - عليه السلام - وقال: اقرأ علي سورة ' والنجم ' فقرأ، وألقى الشيطان على لسانه هكذا، فقال: هذا لم آت به، وأخرجه من قراءته، فحزن رسول الله حزنا شديدا، فأنزل الله تعالى هذه الآية عليه: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته).
فإن قال قائل: كيف يجوز هذا على النبي، وقد كان معصوما من الغلط في أصل الدين؟ وقال الله تعالى: * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)، وقال الله تعالى: * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) أي: إبليس؟
والجواب عنه: اختلفوا في الجواب عن هذا، قال بعضهم: إن هذا ألقاه بعض المنافقين في قراءته، وكان المنافق هو القارئ فظن المشركون أن الرسول قرأ، وسمى ذلك المنافق شيطانا؛ لأن كل كافر متمرد بمنزلة الشيطان، وهذا جواب ضعيف.
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»