* (إن الإنسان لكفور (66) لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم (67) وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون (68) الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون (69) ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير) * * قوله تعالى: * (لكل أمة جعلنا منسكا) بفتح السين، وقرئ: ' منسكا ' بكسرها، فالمنسك بالكسر موضع النسك، كالمجلس موضع الجلوس، وأما المنسك بالفتح هو على المصدر للنسك، قال الفراء: المنسك بالفتح موضع العبادة، والمناسك مواضع أركان الحج، ويقال: المنسك: المذبح، وعن ابن عباس: منسكا أي: عيدا، وقيل: منسكا أي: شريعة وملة.
وقوله: * (هم ناسكوه) أي: عاملون بها.
وقوله: * (فلا ينازعنك في الأمر) منازعتهم أنهم قالوا: أتأكلون مما قتلتموه، ولا تأكلون مما قتله الله؟
وقال الزجاج: معنى قوله: * (فلا ينازعنك في الأمر) أي: فلا تنازعهم، قال: وهذا مستقيم في كل ما لا يكون إلا بين اثنين، يجوز أن يقال: لا يخاصمنك فلان أي: لا تخاصمه، ولا يجوز أن يقال: لا يضربنك فلان بمعنى لا تضربه؛ لأن الضرب إنما يكون من الواحد، وإنما قال الزجاج هذا؛ لأن قوله: * (فلا ينازعنك) إخبار، وقد نازعوه، ولا يجوز الخلاف في خبر الله تعالى، فذكر أن المعنى: فلا تنازعهم؛ ليكون أمرا لا خبرا، وقرئ: ' فلا ينزعنك في الأمر ' أي: لا يغلبنك.
وقوله: * (وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم) أي: دين مستقيم.
قوله تعالى: * (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم...) الآية ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض) معنى قوله: * (ألم تعلم) أي: قد علمت.
وقوله: * (إن ذلك في كتاب) هو اللوح المحفوظ.