* (الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم (52) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد (53)) * * ومنهم من قال: إن الرسول لم يقرأ، ولكن الشيطان ذكر هذا بين قراءة النبي، وسمع المشركون ذلك، وظنوا أن الرسول قرأ، وهذا اختيار الأزهري وغيره.
وقال بعضهم: إن الرسول أغفأ إغفأة ونعس، فجرى على لسانه هذا، ولم يكن به خبر بإلقاء الشيطان، وهذا قول قتادة، وأما الأكثرون من السلف ذهبوا إلى أن هذا شيء جرى على لسان الرسول بإلقاء الشيطان من غير أن يعتقد، وذلك محنة وفتنة من الله (وعادة)، والله تعالى يمتحن عباده بما شاء، ويفتنهم بما يريد، وليس عليه اعتراض لأحد وقالوا: إن هذا وإن كان غلطا عظيما، فالغلط يجوز على الأنبياء، إلا أنهم لا يقرون عليه.
وعن بعضهم: أن شيطانا يقال له: الأبيض عمل هذا العمل، وفي بعض الروايات: أنه تصور بصورة جبريل، وأدخل في قراءته هذا، والله أعلم.
وقوله: * (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) أي: يزيل الله ما يلقي الشيطان.
وقوله: * (ثم يحكم الله آياته) أي: يثبت الله آياته.
وقوله: * (والله عليم حكيم) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض) أي: محنة وبلية.
وقوله: * (والقاسية قلوبهم) أي: الجافة قلوبهم عن قبول الحق.
وقوله: * (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) أي: في ظلال طويل، وقيل: مستمر، وهو الأحسن.