تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٢٢
* (وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) * * هذه تتناول الأسماء لأنها جمع، كما تتناول الواحدة من المؤنثات، يقال: هذه أسماء؛ فلذلك صح أن يقال: حسنى، ولم يقل: حسان، وهكذا قوله تعالى: * (مآرب أخرى) ولم يقل: آخر.
قوله تعالى: * (وهل أتاك حديث موسى) معناه: وقد أتاك حديث موسى، وهو استفهام بمعنى التقرير.
وقوله: * (إذ رأى نارا) في القصة: أن موسى عليه السلام كان رجلا غيورا، فكان يصحب الرفقة بالليل، ويتنحى عنهم بالنهار؛ لئلا ترى امرأته، فأخطأ مرة الطريق - لما كان في علم الله تعالى - فكان ليلا مظلما، فرأى نارا من بعيد * (فقال لأهله امكثوا) أي: أقيموا.
وقوله: * (إني آنست نارا) أي: أبصرت نارا.
وقوله تعالى: * (لعلي آتيكم منها بقبس) القبس: كل ما في رأسه نار من شعلة أو فتيلة.
وقوله: * (أو أجد على النار هدى) أو أجد عند النار من يهديني، ويدلني على الطريق، فروي أنه لما توجه إلى النار رأى شجرة خضراء، أطافت به النار، والنار كأضوء ما يكون، والشجرة كأخضر ما يكون، فلا ضوء النار يغير خضرة الشجرة، ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار.
ويقال: إن الشجرة كانت شجرة العناب، ويقال: شجرة من عوسج، وقيل: من العليق.
وفي القصة: أن موسى أخذ شيئا من الحشيش اليابس، ودنا من الشجرة، فكان كلما دنا من الشجرة نأت منه النار، وإذا نأى هو دنت النار، فبقي واقفا متحيرا،
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»