* (الصلاة لذكري (14) إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15)) * * وقوله: * (وأقم الصلاة لذكري) فيه أقوال: أحدها: لتذكرني فيها. والآخر: تذكرني، وهو قوله: الله أكبر. والثالث: أقم الصلاة لذكري أي: صل إذا ذكرت الصلاة، وهذا قول معروف. روى حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، أن النبي قال: ' من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها؛ فإن ذلك وقتها، وقرأ قوله تعالى: * (وأقم الصلاة لذكري) '.
قال الشيخ الإمام: أخبرنا بهذا الحديث أبو الحسين بن النقور، قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، قال: حدثنا ابن بنت منيع، قال: حدثنا هدبة، عن حماد بن سلمة.. الحديث. خرجه مسلم في الصحيح عن هدبة.
قوله تعالى: * (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) في الآية أقوال، وهي مشكلة.
روي عن عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب أنهما قرآ: ' أكاد أخفيها من نفسي '. وبعضهم نقل: ' فكيف أظهرها لكم ' فهذا هو أحد الأقوال في معنى الآية.
فإن قال قائل: كيف يستقيم قوله ' أكاد أخفيها من نفسي '؟ قلنا: هذا على عادة العرب، والعرب إذا بالغت في الإخبار عن إخفاء الشيء، قالت: كتمته حتى من نفسي. والقول الثاني: أن قوله: * (أكاد) أي: أريد، ومعناه: إن الساعة آتية أريد أخفيها. وهذا قول الأخفش. والقول الثالث: أن قوله: * (أكاد) صلة، ومعناه: إن الساعة آتية أخفيها. والقول الرابع: إن الساعة آتية أكاد، ومعنى أكاد: تقريب الورود والإتيان، كما قال ضبائي البرجمي:
(هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي حلائله) فقوله: كدت لتقريب الفعل، ثم استأنف قوله: * (أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى) أي: تأتيكم بغتة، لتجزى كل نفس بما عملت من خير وشر، هذا اختبار