تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣١٩
* (طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3) تنزيلا) * * ويقال: إن طه اسم للسورة، وقيل: إنه قسم أقسم الله به.
ومن المعروف أن معناه: طىء الأرض بقدميك، وهذا منقول عن ابن عباس أيضا، وسببه أن النبي اجتهد في العبادة حتى جعل يراوح بين الرجلين، فيقوم على واحد، ويرفع واحدا، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ونقل بعضهم: أنه قام بمفرد قدم.
ومنهم من قال: إن الطاء من الطهارة، والهاء من الهداية، فالطاء: إشارة إلى طهارة قلبه من غير الله، والهاء: إشارة إلى اهتداء قلبه إلى الله.
وقوله: * (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أي: لتتعب وتنصب، وروي أنه لما اجتهد في العبادة، قال المشركون: يا محمد، ما أنزل القرآن إلا لشقاوتك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ومعناه: اجتهد، ولا كل هذا التعب حتى تنسب إلى الشقاوة.
وقوله: * (إلا تذكرة لمن يخشى) معناه: لكن تذكرة، أي: تذكيرا ووعظا لمن يخشى، والخشية والخوف بمعنى واحد، وفرق بعضهم بينهما، فقال: الخشية ما لا يعرف سببه، والخوف ما يعرف سببه، وهو ضعيف.
وذكر الأزهري أن تقدير الآية: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ما أنزلنا إلا تذكرة لمن
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»