* (وقال لأوتين مالا وولدا (77) أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا (78) كلا) * * أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى تموت ثم تبعث. فقال العاص: أو مبعوث أنا؟! فقلت: نعم. قال: فإذا بعثت فيكون لي هناك مال وولد، فأقضيك حقك؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال الشيخ الإمام رضي الله عنه: أخبرنا بهذا المكي بن عبد الرزاق، قال: أخبرنا جدي أبو الليث، قال الفربري، قال: ثنا البخاري، قال: ثنا الحميدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق... الحديث.
وقوله: * (أطلع الغيب) أي: اللوح المحفوظ، وقيل: علم الغيب، فعلم أن له مالا وولدا بعلم الغيب؟.
وقوله: * (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) قال سفيان: عملا صالحا، وقال غيره: لا إله إلا الله.
وروى الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى: ' من كان له عندي عهد (فليقم). فقيل: يا أبا عبد الرحمن، وما ذلك العهد؟ فعلمنا، فقال: قال: ' أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عهدا؟ قالوا: وكيف؟ قال: يقول: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، إني أتخذ عندك عهدا في الحياة الدنيا، وإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاحفظ عهدي تؤديه إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد '.