* (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا (35)) * * وقال سعيد بن المسيب: لا يقرب ماله أصلا، ولا يشرب الماء من ماله.
وذهب بعض العلماء منهم أبو يوسف إلى أن قوله تعالى: * (ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) منسوخ بقوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم). وقد ذكرنا في هذا المعنى من قبل ما هو أكثر من هذا.
وقوله: * (حتى يبلغ أشده) الأكثرون على أن الأشد هو الحلم، ومنهم من قال: (ثمان) عشرة سنة، ومنهم من قال: ثلاث وثلاثون سنة، وهذا وقت منتهى القوة وتمام العقل بالحنكة والتجارب.
وقوله: * (وأوفوا بالعهد) قال قتادة: العهد: كل ما أمر الله تعالى به ونهى عنه.
وقوله: * (إن العهد كان مسؤولا) فيه أقوال: أحدها: أنه كان مظلوما، وهو قول السدي.
والآخر: كان مسؤولا عنه، وهو أحسن الأقاويل، والثالث: أن العهد يسأل عن صاحب العهد. فيقال له: فيم نقضت، كالموءودة تسأل فيم قتلت؟.
وفي معنى العهد قول آخر: وهو أنه كل ما يلتزمه الإنسان على نفسه.
قوله تعالى: * (وأوفوا الكيل إذا كلتم) ظاهر المعنى.
وقوله: * (وزنوا بالقسطاس المستقيم) فيه قولان: أحدهما: أنه القبان، والآخر: أنه كل ميزان يكون. ذكره الزجاج.
واختلفوا أن القسطاس رومي أو عربي؟ قال مجاهد: هو رومي معرب، وقال غيره: