* (بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا (44) وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا (45) وجعلنا على قلوبهم أكنة أن) * * سبح لي كذا، وسبح لي كذا، وسبح لي كذا، وعلى القول الأخير قوله: * (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) أي: لا تستدلون بمشاهدة هذه الأشياء على تعظيم الله. وهذا ليس بمعتمد، والصحيح ما بينا.
وقوله: * (إنه كان حليما غفورا) قد بينا معنى الحليم والغفور.
وقوله تعالى: * (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) روي في الأخبار أنه لما نزلت سورة * (تبت يدا أبي لهب) جاءته امرأته أم جميل، ومعها فهر، وقصدت النبي وهي تقول: مذمما أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، وكان النبي جالسا مع أبي بكر في الحجر، فقال أبو بكر للنبي: هذه المرأة قد جاءت، فقال النبي: إنها لا تراني؛ وقرأ هذه الآية؛ فجاءت المرأة، وقالت: يا أبا بكر، أين صاحبك؟ فقد بلغني أنه هجاني، وهجا أبا لهب، وقد علمت قريش أني بنت سيدها. فلم يقل أبو بكر شيئا، ورجعت وهي تقول: قد كنت جئت بهذا الحجر؛ لأرضخ رأسه '. روته عائشة رضي الله عنها.
ومنهم من قال: كان النبي يصلي ويقرأ القرآن، وكان المشركون يقصدونه بالأذى، فكانوا يجيئون ولا يرونه.
وقوله: * (حجابا مستورا) فيه قولان: أحدهما: حجابا ساترا، والآخر: مستورا به. وقيل: إن الحجاب الذي جعله الله هو الأكنة التي خلقها على قلوبهم.
قوله تعالى: * (وجعلنا على قلوبهم أكنة) أي: أغطية، وحكى بعض السلف أنه