* (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين (80) والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر) * * وقوله: * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) أي: لعبرا.
قوله تعالى: * (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) أي: مواضع تسكنون فيها. وقوله: * (وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا) يعني: الفساطيط والخيم والقباب من الأدم.
وقوله: * (تستخفونها) يعني: يخف عليكم حملها. وقوله: * (يوم ظعنكم) يعني: يوم سفركم. وقوله: * (ويوم إقامتكم) أي: حال إقامتكم.
وقوله: * (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) الأصواف للغنم، والأوبار للإبل، والأشعار للمعز. وقوله: * (أثاثا) الأثاث: متاع البيت، وهو ما يتأثث به أي: ينتفع به، قال الشاعر:
(أهاجتك الظعائن يوم بانوا * على الزي الجميل من الأثاث) وقيل: الأثاث اللباس. وقوله: * (ومتاعا إلى حين) أي: متعة إلى حين آجالكم.
قوله تعالى: * (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) أي: ما يظلكم من الشمس من الأشجار والحيطان والسقوف والجبال وأشباه ذلك.
وقوله: * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) أي: الغيران والأسراب، والأكنان جمع الكن. وقوله: * (وجعل لكم سرابيل) أي: قمصا، وقد تكون من الصوف، وقد تكون من القطن، وقد تكون من الكتان.
وقوله: * (تقيكم الحر) هاهنا حذف، ومعناه: تقيكم الحر والبرد. قال الشاعر:
(ولا أدري إذا يممت أرضا * أريد الخير أيهما يليني) قال النحاس: أريد الخير وأتقي الشر؛ لأن كل من يريد الخير فيتقي الشر، وقوله: أيهما يليني أي: الخير والشر.