تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
* (إن في ذلك لآية لقوم يعقلون (67) وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك دللا) * * السكر:
(بئس الضجيع وبئس الشرب شربهم * إذا جرى فيهم المزاء والسكر) أي: المسكر. وقوله: * (إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (وأوحى ربك إلى النحل) الآية، وأوحى ربك أي: ألهم ربك، والوحي في اللغة هو إعلام الشيء في السترة، وقد يكون ذلك بالكتابة، وقد يكون بالإشارة وقد يكون بالإلهام، وقد يكون بالكلام الخفي، وقال بعضهم معنى قوله: * (وأوحى ربك إلى النحل) أي: جعل في غرائزها ذلك، وقيل: أوحى بمعنى سخر، وذلل، وأصح الأقاويل هو الأول. وقوله: * (إلى النحل) والنحل: ذباب العسل، وفي رواية ابن عمر عن النبي أنه قال: ' كل الذباب في النار إلا النحل ' والخبر غريب.
وقوله: * (أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر) أي: خلايا، وهي الأمكنة التي يضع النحل فيها العسل، ويقال: إنما يضع العسل في أجواف الأشجار، وقد يضع على أغصان الأشجار، وقوله: * (ومما يعرشون) يعني: يبنون، وقد جرت عادة أهلها أنهم يبنون لها الأماكن فهي تأوي إليها بتسخير الله إياها لذلك.
قوله تعالى: * (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك) أي: طرق ربك، قال مجاهد: هي تسلك سبلها لا يتوعر عليها مكان.
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الإخفاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»