تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٦٤
* (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون (113)) * * أحدهما: ولا تطغوا في الاستقامة يعني: لا تزيدوا على ما أمرت ونهيت، فتحرموا ما أحل الله، وتكلفوا أنفسكم ما لم يشرعه الله ولم يفعله الرسول وأصحابه.
والمعنى الثاني: الطغيان هو البطر لزيادة النعمة. وقيل: الطغيان والبغي بمعنى واحد.
* (إنه بما تعملون بصير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فمسكم النار) الركون: هو المحبة والمودة والميل بالقلب. وعن أبي العالية الرياحي قال: هو الرضا بأعمالهم. وعن السدي قال: هو المداهنة معهم. وعن عكرمة قال: هو طاعتهم. وقوله: * (فتمسكم النار) أي: فتصيبكم النار.
وقوله: * (وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (وأقم الصلاة طرفي النهار) قال الحسن البصري: طرفي النهار: الصبح والعصر، * (وزلفا من الليل): المغرب والعشاء.
وقال مجاهد: طرفي النهار: الصبح والظهر والعصر، وزلفا من الليل: المغرب والعشاء.
وعلى هذا القول: الآية جامعة للصلوات الخمس. وعن بعضهم: طرفا النهار: الصبح والمغرب، وزلفا من الليل: العتمة.
ومعنى قوله: * (زلفا من الليل) ساعات الليل. وقيل: ساعة من الليل. وقرأ مجاهد: ' وزلفى من الليل ' وقرأ ابن محيصن: ' وزلفا من الليل '. والمعروف: زلفا من الليل. قال الشاعر:
(طي الليالي زلفا فزلفا * سماوة الهلال حتى احقوقفا)
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»