تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٦٦
* (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (115)) * * - أنه كان قاعدا في ظل شجرة فأخذ منها غصنا يابسا وهزه فتحات عنه الورق، ثم قال: هل تدرون لم فعلت هذا؟ قالوا: لا. فقال: من تطهر وصلى الصلوات الخمس تحاتت عنه الذنوب كما تحات هذا الورق من هذا الغصن. وعن أبي اليسر - رجل من الأنصار - ' أن امرأة أتت إليه تطلب تمرا تشتريه، فقال: في الدكان تمر أجود مما ترينه، قال: فدخلت الدكان فقبلها والتزمها، وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته إلا أنه لم يجامعها، ثم جاء إلى النبي - عليه السلام - وذكر له ذلك، وقال: افعل بي ما شئت، فسكت النبي ساعة، فأنزل الله تعالى هذه الآية: * (وأقم الصلاة طرفي النهار) إلى أن قال: * (إن الحسنات يذهبن السيئات).
وروي عن معاذ أنه قال: يا رسول الله، أوصني، فقال: ' اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن '.
فهذه الأخبار كلها دالة على معنى الآية.
وفي بعض التفاسير: أن رجلا جلس إلى سعيد بن المسيب، فسمعه ابن المسيب يقول: اللهم وفقني للباقيات الصالحات، فقال له سعيد: وما الباقيات الصالحات؟ قال: الصلوات الخمس، فقال سعيد: لا، إنما الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنما الصلوات الخمس هي الحسنات.
وقوله: * (ذلك ذكرى للذاكرين) يعني: ذلك عظة للمتعظين.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 471 » »»