تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٥٩
* (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق (106)) * * وقد صح عن النبي أنه قال في خبر ملك الأرحام: ' إنه إذا كتب أجله وعمله ورزقه يقول: يا رب، أشقي أم سعيد؟ فيقول الله تعالى، ويكتب الملك '. خرجه مسلم.
وروى ابن عمر عن عمر - رضي الله عنهما - ' أنه لما نزل قوله تعالى: * (فمنهم شقي وسعيد) قال عمر: يا رسول الله: فيم العمل؟ أنعمل في أمر قد فرغ منه وجرت به الأقلام، أو في أمر لم يفرغ منه؟ فقال: بل في أمر قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كل ميسر لما خلق له '. أورده أبو عيسى في جامعه.
وقال بعضهم: إن السعادة والشقاوة هاهنا في الرزق والحرمان. وقال بعضهم: الشقاوة: بالعمل السيء، والسعادة: بالعمل الحسن. والمأثور الصحيح هو الأول.
قوله تعالى: * (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) هذه الآية تعد من مشكلات القرآن، وقد أكثر العلماء فيها الأقوال، ونذكر ما يعتمد عليه:
أما الزفير: قيل: إنه صوت في الحلق، والشهيق: صوت في الجوف. ويقال: إن الزفير: أول نهاق الحمير، والشهيق: آخر نهاق الحمير.
وقوله: * (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أما بالمعنى المأثور: روى الضحاك، عن ابن عباس: أن الآية نزلت في قوم من المؤمنين يدخلهم الله تعالى النار، ثم يخرجهم منها إلى الجنة، ويسمون الجهنميين. وقد ثبت برواية جابر أن النبي
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»