* (الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (54) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله) * * يطوف في المسجد فنزع خاتمه، ودفع إليه، فهذا معنى قوله: * (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر أنه قال: نزلت الآية في المؤمنين، فقيل له: إن قوما يقولون: إن الآية نزلت في علي بن أبي طالب، فقال أبو جعفر: علي من المؤمنين.
وقوله: * (إنما وليكم الله ورسوله) أراد به: الولاية في الدين، لا ولاية الإمارة والسلطنة، وهم فوق كل ولاية، قال أبو عبيدة: وكذلك معنى قوله: ' من كنت مولاه فعلي مولاه ' يعني: من كنت وليا له، أعينه وأنصره، فعلي يعينه وينصره في الدين.
قوله: * (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) أي: جند الله هم الغالبون، قوله - تعالى -: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هذوا ولعبا) هذا في اليهود، كانوا إذا سمعوا المؤذن ضحكوا، وتغامزوا بينهم * (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) يعني: اليهود * (والكفار): سائر الكفرة * (أولياء) أي: لا تتخذوا هؤلاء أولياء. وقرأ الكسائي، وأبو عمرو: ' والكفار ' بكسر الراء، يعني: ومن الكفار، وكذا في حرف أبي بن كعب ' ومن الكفار أولياء ' (* (واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) * وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا) هذا بيان لاتخاذهم الدين هزوا في الآية الأولى * (ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).