* (أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين (2)) * * الله نبيا سوى يتيم أبى طالب، فأنزل الله تعالى هذه الآية وهى قوله: * (أكان للناس عجبا) ومعناه: أعجب الناس، يعنى: المشركين * (أن أوحينا إلى رجل منهم) والرجل ها هنا: النبي، وقوله: * (منهم) قالوا: معناه: إنه رجل يعرفونه باسمه ونسبه، لا يكتب، ولا يشعر، ولا يتكهن، ولا يكذب.
وقوله: * (أن أنذر الناس) الإنذار: هو الإعلام مع التخويف. وقوله: * (وبشر الذين آمنوا) قد بينا معنى البشارة. وقوله: * (أن لهم قدم صدق عند ربهم) فيه أربعة أقوال:
القول الأول - وهذا قول الأكثرين - أن القدم الصدق: هو الأعمال الصالحة، يقال: لفلان قدم في الشجاعة، وقدم في العلم، ويقال: فلان وضع قدمه في كذا، إذا شرع فيه بعمله.
والقول الثاني: أن القدم الصدق: هو الثواب.
والقول الثالث: حكى عن ابن عباس أنه قال: القدم الصدق: هو السعادة في الذكر الأول.
والقول الرابع: أن المراد منه: هو الرسول، وقدم صدق: شفيع صدق، قاله مقاتل بن حيان.
قوله تعالى: * (قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) وقرئ بقراءتين: ' لساحر مبين '، و ' إن هذا لسحر مبين '؛ فالساحر ينصرف إلى الرسول، والسحر ينصرف إلى القرآن.