تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٣
* (عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (128) فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (129)) * * على إيمانكم * (بالمؤمنين رؤوف رحيم) عطوف رفيق.
وقد أعطاه الله تعالى في هذه الآية اسمين من أسمائه، وهو في نهاية الكرامة.
قوله تعالى: * (فإن تولوا) معناه: فإن أعرضوا عن الإيمان أو عنك * (فقل حسبي الله) كافي الله أي: يكفيني الله * (لا إله إلا هو عليه توكلت) عليه اعتمدت وبه وثقت * (وهو رب العرش العظيم) قرأ ابن محيصن: ' رب العرش العظيم ' بالرفع، فرجع إلى الله تعالى، والقراءة المعروفة بالكسر، وهو يرجع إلى العرش. وعن بعض التابعين: لا يعرف أحد قدر العرش سوى الله تعالى. وفى بعض الأخبار عن النبي أنه قال: ' العرش من ياقوتة حمراء '. وعن وهب بن منبه: أن الله تعالى خلق العرش من نوره. وعن كعب الأخبار: أن السماوات في العرش كقنديل معلق من السماء. وعن مجاهد: أن السماوات في العرش كحلقة. وحكى عن أبي بن كعب أنه قال في هاتين الآيتين: هما أحدث الآيات بالله عهدا. فعلى قوله: هاتان الآيتان آخر ما أنزل من القرآن. وهو رواية أيضا عن ابن عباس وقد ذكرنا غير هذا برواية البراء بن عازب، والله أعلم بالصواب.
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»