تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٩
* (يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون (11) وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو) * * قوله تعالى: * (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير) قال ابن عباس: هذا في قول الرجل يقول عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، لا بارك الله فيكم، ومعناه: ولو يعجل الله للناس الشر - يعنى: المكروه - استعجالهم بالخير أي: كما يحبون استعجالهم بالخير * (لقضى إليهم أجلهم) فهلكوا جميعا وماتوا. وقوله: * (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) أي: لا يخافون لقاءنا * (في طغيانهم) أي: في ضلالتهم. قوله * (يعمهون) يترددون، وقيل: يتمادون، وقد ثبت الخبر عن النبي أنه قال: ' اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر، فأيما [رجل] سببته أولعنته فاجعلها له طهرة ورحمة '. وفي الباب روايات كثيرة كلها صحيحة.
قوله تعالى * (وإذا مس الإنسان الضر) أي: المكروه * (دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما) قال أهل التفسير: هذا يحتمل معنيين:
أحدهما: إذا مس الإنسان الضر لجنبه أو قاعدا أو قائما دعانا.
والآخر: يحتمل إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما، يعني: على هذه الأحوال كلها.
قوله تعالى: * (فلما كشفنا عنه ضره مر) فيه معنيان:
أحدهما: مر طاغيا كما كان من قبل، والآخر: استمر على ما كان من قبل. قال بعضهم في هذا المعنى:
(كأن الفتى لم يعر يوما إذا اكتسى * ولم تك صعلوكا إذا ما تمولا) قوله تعالى: * (كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) معناه: كأن لم يطلب منا كشف ضرمسه. قوله * (كذلك زين للمسرفين) قال ابن جريج: كذلك زين للمسرفين * (ما
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»