* (هم فيها خالدون (42) ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا) * * قوله - تعالى -: * (ونزعنا ما في صدروهم من غل تجري من تحتهم الأنهار). الغل الغش والحقد، وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله - تعالى -: * (ونزعنا ما في صدروهم من غل).
وروى مسلم في الصحيح بإسناده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي أنه قال: ' إذا خلص المؤمنون عن الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص بعضهم من بعض، حتى إذا نقوا وهذبوا، أذن لهم في دخول الجنة؛ فوالذي نفسي بيده، لأحدهم أهدى إلى منزله في الجنة منه إلى منزله في الدنيا '. وفي بعض الأخبار: ' أن على باب الجنة عينا يشرب منها أهل الجنة ويغتسلون؛ فيذهب الغل والحقد من قلوبهم، ثم يدخلون الجنة '.
* (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، وفي هذا دليل على القدرية * (لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) تلك تأنيث ذلك، ومعنى الآية: كأنهم إذا رأوا الجنة من بعيد نودوا: أن تلكم الجنة، وقيل: هذا النداء يكون في الجنة، فينادون: هذه الجنة التي أورثتموها، وفي الخبر: ' أن لكل واحد منزلا في الجنة ومنزلا في النار، ثم يرث المؤمن من الكافر منزله في الجنة، ويرث الكافر من المؤمن منزله في النار '.