* (وما كنتم تستكبرون (48) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون (49) ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين (50) الذين) * * للكفار ما قالوا، ثم ينظرون إلى أهل الجنة؛ فيرون خبابا، وعمارا، وبلالا، وصهيبا ونحوهم، فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار: * (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) يعني: أهؤلاء الذين حلفتم أنهم لا يدخلون الجنة، وقد دخلوا، يعني: خبابا، وعمارا، ونحوهما.
ثم يقول الله - تعالى -: * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) وفيه قول آخر: أن أصحاب الأعراف إذا قالوا لأولئك الكفار ما قالوا؛ يقول الكفار لهم: إن دخلوا أولئك الجنة ونحن في النار فأنتم لم تدخلوا الجنة بعد، فيعيرونهم على ذلك، ويحلفون أنهم (لا يدخلون) الجنة؛ فيقول الله - تعالى - لأولئك الكفار: * (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم) يقوله لأصحاب الأعراف؛ فيدخلهم الجنة * (ولا أنتم تحزنون).
قوله - تعالى -: * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) في هذا دليل على أنهم كما يعذبون بالنار؛ فيكون عليهم عذاب الجوع والعطش مع عذاب النار؛ حتى يسألوا الطعام والشراب.
وفي الخبر ' أن الرجل من أهل النار يرى أخاه أو قرينه في الجنة؛ فيقول له من النار: يا أخي أغثني بشربة ماء فقد احترقت. فيقول: إن الله حرمه على الكافرين؛ فذلك قول الله - تعالى -: * (قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) يعني: الطعام والشراب، وهذا تحريم منع لا تحريم تعبد، واعلم أن لسقي الماء أجر عظيم، وفي الخبر عن النبي أنه قال: ' من سقى مؤمنا شربة ماء؛ بعده الله من جهنم شوط فرس '.