* (يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل (108) ود كثير من أهل الكتاب * * (أو مثلها) في النفع والسهولة. وإن نسخ الأسهل بالأشق فمعنى الخير فيه بالثواب. فإن ثواب الأشق أكثر. فإن قيل: هما سواء في (امتثال) الأمر فكيف يختلفان في الثواب؟ والجواب: أن الله تعالى يجوز أن يثيب على الأشق أكثر مما يثيب على الأسهل، وقد وعد الثواب على صوم رمضان ما لم يعد على الصوم المخير فيه أولا.
وفيه قول آخر: أنه أراد بقوله: * (نأت بخير منها) في نسخ القبلة خاصة.
وبقوله: * (أو مثلها) على العموم، وذلك أن التوجه إلى الكعبة كان خيرا للعرب وأدعى لهم إلى الإسلام؛ إذ كانت في قلوبهم نفرة عن التوجه إلى البيت المقدس؛ لأنه قبله اليهود.
وفيه قول ثالث: أن المراد بقوله: * (نأت بخير منها) يعنى: في حال نسخ الأول فإن الثاني - الذي نزل جديدا ويعمل به - خير من الأول المنسوخ الذي لا يعمل به، وهذا قول بعيد.
قوله تعالى: * (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) فقوله: * (ألم تعلم) وإن كان على صيغة الاستفهام، لكن المراد به التقرير. ومعناه: أنك تعلم أن الله على كل شيء قدير. وكذلك قوله: * (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض) وأما الملك: هو القدرة التامة. ومنه الملك. وهو السلطان التام القدرة.
* (وما لكم من دون الله) قال أبو عبيدة: من بعد الله. وقال غيره: بما سوى الله. * (من ولى) أي: وال وهو القيم بالأمور * (ولا نصير) ولا مانع من العذاب.
قوله: * (أم تريدون أن تسألوا رسولكم) ' أم ' ترد في اللغة على وجوه.